مراجعة كتاب #فارس_فارس لـ #غسان_كنفاني
يقول غسان " إن فن السخرية هو أصعب فنون الكتابة على الإطلاق إذ المطلوب من الكاتب أن يقنع القارئ بالإضافة إلى جميع البنود المعروفة في الكتابة.. بأن دمه خفيف"
كتاب فارس فارس عبارة عن مجموعة من المقالات التي كان ينشرها غسان كنفاني في جريدة #الأنوار بإسم فارس فارس وهو الإسم الذي إختاره غسان هروبا من ضغوطات العمل.
المقالات عبارة عن نقد لاذع وساخر لكتب ولقضايا مجتمعية ظهرت أنذاك.
في هذا الكتاب يرمي كنفاني الرداء الذي كان يرتديه ويخرج من وراء الشخوص التي كان يجسدها في قصصه ورواياته فلم أرى غسان الروائي والقاص والعاشق إنما رأينا غسان على حقيقته وتعرفنا عن مدى نضج هذا الكاتب أدبيا وسياسيا.
لم يسلم من نقده عديد الكتّاب والشعراء وأبرزهم نزار قباني فقده شنّ عليه فارس فارس حملة نقد شرسة وشجاعة.
في هذا الكتاب ستضحك كثيرا وتبكي كثيرا ستضحك إلى حد القهقهة من طرافة وسخرية غسان وستبكي للمستوى الذي وصلت إليه الكتابة والأدب في فترة الستينات .
لو عاش غسان كنفاني في وقتنا الحالي لكتب مجلدات على شاكلة كتابه فارس فارس .
هذه بعض #عناوين_المقالات التي تناولها الكتاب:
-حين يجف البحر والمؤلف
-عن كتاب مزعج إسمه المزعجون
-كاتب عنده عدة النجاح: الغرور
-الشعر حين يكون قيدا غليظا
-هذا الكتاب إشارة إلى وعي تافه
-شعراء متهمون بالغش والتزوير
#بعض_الإقتباسات
-إنّنا نتحدث كثيرا عن انحلال الأخلاق في المجتمعات الغربيّة المعاصرة، إلّا أنّني في موقف أستطيع أن أعلن فيه أنّ أخلاقنا ليست أبدا أقل انحلالا، ولكنّها أكيدا أكثر سريّة.
-إنّ أبشع هتافات بيّاعة العربات فيها منطق ومعنى ولمسات شعريّة أكثر من 99.99 من أغانينا. وكي يتأكد أي إنسان من هذه الحقيقة عليه فقط أن يتحمّل كارثة الإستماع إليهم .
-إن كتابة القصة القصيرة عملية مرهقة للغاية تحتاج إلى موهبة قول الشيء بإختصار شديد الإيحاء، إنها من حيث الصعوبة تشبه أن تعمل على كسب موافقة سيّدة جميلة، تراها لأول مرة في المصعد، لتقبل منك قبلة عرمرمية قبل أن يصل المصعد اللعين إلى الطابق الخامس، حيث سيتوجب عليها أن تغادرك.
في إحدى القصص القصيرة يقول الكاتب ( ...هكذا هتف صاحبي بصوته الجهوري وهو ينظر إليّ مفاخرا بإكتشافه العتيد). وكي يفهمنا المؤلف معنى كلمة إكتشاف يستطرد قائلا (... كأنه المرحوم كريستوف كولومبس)، ثم خوفا من أن نحسب أنّ كولومبس المذكور هو الشاب الذي يعمل في مطعم أبو خضر على كورنيش المزرعة يقول لنا (... حينما ٱكتشف أمريكا )
-لماذا شعرت أن الكتاب الذي إشتريته مؤخرا كان ناقصا هدية، فقد كان من المفروض ان تعطى معه مجانا سلة مهملات، او على الأقل كان من المفروض أن تربط إليه عصا خيزران، وذلك لينهال القارئ على نفسه بالضرب بعد الإنتهاء من قراءته، من باب الندم ..
بقلم: بهاء الدين ممو
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire