قراءة في رواية أمين العلواني للروائي فيصل الأحمر
كنت قد قررت مسبقا ان فيصل الاحمر واعماله سيكونان على قائمتي هذه السنة...وفعلا حقق القدر لي هذه الرغبة فكانت امين العلواني الرواية التي بدات اكتشف من خلالها ما يحمله هذا الكاتب من مخيال علمي ونظم فلسفية بين جنبات عقله ليترجمها قلمه الفذ في روائع كانت هذه الرواية خامسها ..
و انا اقرا رواية امين العلواني للروائي فيصل الأحمر اسغرقت اسال نفسي طيلة تلك الجلسات التي بلغ عددها الثلاث حسب ما اذكر رغم انها كانت متقطعة بسبب ظروف عملي وضيق الوقت الناجم عنه ..كنت في كل مرة أتذمر بسبل توقفي عن ذلك خوفا من أن هذا الانقطاع سيجعلني اتوه خلف سطورها فلا يعود باستطاعتي ربط كل ما ورد في فقراتها ..وفعلا... احسست في فترات ما انني تائهة انتظر فرصة تنتشلني مما انا فيه ..كانت فلسفة مختلفة بخيال جميل لم يسبق لي تذوقها وفي تلك الفترات كنت اعود بذهني الى اولى كلماتها لاتذكر ان موضوعها لا يخرج عن كون الكاتب يفصل في حياة بطله الادبية وما تعنيه هذه الحياة وكيف ينظر هاذا الاديب من المستقبل الى الادب في وقتنا الراهن، فلمست انها تميل لكونها سيرة ذاتية للكاتب نفسه اين جسد نظرته الفلسفية والنفسية لعالم الادب في شخصية امين الذي تميز منذ صغره عن بقية الاطفال في مثل سنه فكانت حياته الادبية غريبة حد الاستغراب.. استغل كل وقته في التعرف على الكتاب ونقدهم وتفسير كتاباتهم وغيرها من الامور التي لا تخرج عن هذا النطاق...
و لعلي وانا استرسل في قرائتها انسى انها رواية فتاتي على ذهني على انها مقال فلسفي طويل او انها ليست سوى سيرة ذاتية ورأي كاتب في موضوع ما اسقطه على بطل روايته (امين) الذي كان عنصرا فعالا أمال بالمؤلف لاعتباره رواية تدخل في سياق السير الذاتية .... اكثر من كونه رواية..
ما اجاد المؤلف فيه وابدع فكرة وموضوع الرواية اين اخذنا الكاتب مع بطله الى نظرة مستقبلية لناقد او كاتب يرى الادب في وقتنا هذا من منظور مختلف ( كما امدنا في اخر الرواية و في بداية اعطائه لبعض المفاهيم مفهوما بطرق ترسيخ مواضيع ادبية لدى الطفل في سن مبكر حتى تكون له كحافز للابداع...
-كيف كانت الطباعة آن ذاك وكيف ان دور النشر لا يهمها سوى الجانب المادي وان ابداع الكاتب لا ياخذ اي حيز من اهتماماتها سوى كونه مصدرا للربح المادي لا غير ..
-كيف ان الكاتب يشارك في مسابقات ادبية فيكون له اتصال بلجنة القراءة حتى يكون عمله ضمن الاعمال الفائزة..
-اضافة الى المقدمات التي تاخذ حيزا مهما في الرواية اين يكون باستطاعة اي كاتب اخذ راي ايجابي من ناقد او دكتور حول روايته ليكون كتقديم لها يوضع في اول صفحة من الرواية...
وغيرها من النظريات التي ساترك للقاريء فرصة قراءتها ...
-رواية انصح الجميع بقرائتها.
-حملت الرواية ستة فصول كاملة استطاع الكاتب أن يجعلها متناسقة الافكار رغم غموض مفاهيمها من شدة بساطتها ..
-بدا الكاتب روايته بتعريف بسيط للبطل المتمثل في امين العلواني وكيف عاش طفولته ..ودون عناء ترك القاريء يلج احداثها ليكتشف بعد كل سطر خبايا وآراء كان لها نصيب من راي الكاتب نفسه حول موضوع ما كتب ..
-الرواية منشورة سنة 2017 عن دار العين للنشر والتوزيع في نسخة ورقية
للروائي والاكاديمي فيصل الاحمر الذي لمسنا فيها كمؤلف اضاف شيئا جديدا للساحة الادبية العربية عامة والجزائرية خاصة ذوقا مختلفا لم يسبق ان تذوقناه.
حميدة شنوفي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire