من هو اليهودي
للكاتب: عبد الوهاب المسيري
عدد الصفحات 116 صفحة عن دار الشروق للنشر.
في هذا الكتاب سلط المسيري الضوء على قضية الهوية اليهودية / الشخصية اليهودية و تناولها الكاتب من عدة أبعاد : الديني، السياسي، الاجتماعي و التاريخي
استهل الكاتب بعرض تاريخي للهوية اليهودية و ظهورها في مختلف بقاع الأرض على مر الزمن، و هذه الهويات تستمد معالمها حتما من أماكن تواجدها
و قدم الكاتب أيضا خريطة للهوية اليهودية الحديثة، و تضمنت الهوية اليهودية في المجتمع الغربي الحديث و تعريفها الديني الأرثوذكسي لها، و ينتقل الكاتب إلى الأطروحات الصهيونية التي هي عبارة عن تمويهات و ادعاءات دون اسنادات بحيث تعتزم أن اليهود شعب واحد و أن الصهيونية هي القومية اليهودية
ثم يوجز لنا الكاتب أن الواقع الاثني و العرقي للمستوطنين الصهاينة و يهود العالم الخارجي يكذّبون هذه الاطروحات.
كتاب قصير لكن يحمل بين دفتيه معلومات دسمة و مكثفة و هي أكيد ناتج بحوث و دراسات معمقة كثيرة ، بمجرد إثارة هذا السؤال داخل الكيان الصهيوني يؤكد فشل الإسرائليين في تعريف الشخصية اليهودية أو الهوية اليهودية تعريفا دقيقا
الشخصية اليهودية : يفترض أن ثمة شخصية قومية يهودية ذات سمات ممزة و ثابتة.
هوية يهودية : يعني أن ثمة جوهرا يهوديا ثابتا يسمى أعضاء الجماعات اليهودية أينما كانوا و يمنحهم شخصيتهم اليهودية المحددة.
و تاريخ الهويات اليهودية طويل و مركب و يغطي عدة أزمنة و أمكنة لا يربطها رابط في كثير من الأحيان.
التعريف الديني للهوية اليهودية : كانت اليهودية ديانة سماوية توحيدية في محيط الجهل و الوثنية هذا في العصور القديمة.
أما في العصور الوسطى قد انطمست معالمها في محيط إسلامي أو مسيحي.
هناك أيضا تعريف ظهر مع الحاخامية اليهودية و هو أن اليهودي كل من ولد لأم يهودية أو من تهود على يد حاخامات، و مع الانتشار الكبير للجماعات اليهودية في بقاع الأرض المختلفة غاب التجانس الثقافي و الديني بينها، أما التعريف الخاص بالصهيونية التي تعد في أحد جوانبها محاولة إعادة تعريف اليهود تعريفا يتفق مع وضعهم الجديد في الغرب بعد ظهور الدولة القومية العلمانية و عصر الاعتاق و سقوط الجيتو فهم يرون أن ثمة هوية قومية يهودية واحدة متميزة متجانسة تفرق بين اليهود و سواهم من أقوام كل زمان و مكان.
و الصهيونية ترى أن الهوية اليهودية خارج المستوطن الصهيوني هوية ناقصة مريضة يجب إلغاءها
و مع كل هذه العناصر و التوترات و التناقضات تجعل من العسير على اليهود أنفسهم تصديق مقولة الشعب اليهودي الذي تجاوز الأزمنة و الأمكنة و الذي يحمل داخله جوهرا يهوديا .. فقد أثبت الواقع العلمي أنه لا يوجد جوهر واحد ... بل هي سمات عديدة متنوعة بتنوع التشكيلات الحضارية و التاريخية
اقتباسات من الكتاب:
الهويات اليهودية هي تركيب جيولوجي تراكمي و لكنه لم يكن ملحوظا بسبب انفصال أعضاء الجماعات اليهودية و وجودهم في أماكن متفرقة من العالم .
تحددت الهويات اليهودية المختلفة في غياب سلطة يهودية مركزية دينية أو دنيوية عبر الاحتكاك مع عشرات التشكيلات الحضارية و من خلالها الأمر الذي نجم عنه تنوع هائل في الهويات اليهودية .
الصهيونية هي هي حركة تحرير الشعب اليهودي أو هي القومية اليهودية.
قدوم هائل من عدم التجانس بسبب انتشار اليهود في كل أنحاء العالم دون وجود سلطة مركزية دينية أو قضائية في فلسطين أو في غيرها من الأماكن.
عفاف بن مهدي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire