آخر الأخبار
... جاري التحميل

القصة القصيرة "روح يتيمة" ل سقوالي نسمة

2
       





قصة قصيرة بعنوان:
  روح يتيمة

"نحن نعيش الذكريات دائما ليس لأنها لا تتركنا بل لأننا لا نريدها أن تمحى"
هل هذا صحيح هل نحن من نرغب في وجودها أم أنه ليس في مقدورنا شيء، كلما حاولنا الاٍبتعاد عنها سنجدها وجها لوجه، كأنها تريدنا أن نعيش اللحظة مرارا وتكرارا وذلك لا ينفعنا.
أسئلة ظلت تطاردني اٍلى أن لحقت بي وسجنتني فلا حررتني ولا أنا حررتها! كيف تذكرتها فجأة بعد غيابها عني طوال هذه المدة، ضياع أليس كذلك؟
الشعور بالضياع يلازمني أسمع صوتي الداخلي، على صراخي اٍلى ان أسقط فتاة هشة قابلة للانكسار تتملكني في هذا اليوم من كل سنة، دونما شك حاولت لكن لم أستطع، تتفتت روحي لأن من حكم عليّ بالعناء الم يكن أنا؟ من اٍذن؟ لا أحد يستطيع مساعدتي اٍلاّ الذاكرة لا أحد يستطيع مساعدتي اٍلاّ الذهاب اٍلى حيث لا أدري.
أبحث عن أشياء كثيرة في جدران الطفولة، لكنني لا أجدها اٍلاّ في مقبرة أين يوجد أبي، لا أجدها الٍا في سجن الماضي الذي يشهد أنني وقعت على اٍتفاقية الحزن المؤبد، هل لي بدقائق لأفكر اٍن كان هناك يوم يستحق الذكر يستحق العدول والتراجع عنها. كفى هراء، السؤال ليس في الأيام، لا تعتذر لمن ساهم في اٍحتراقك ولا تبكي لما يحدث داخلك من لهب طمعا في أن تطفأه دموعك.

السابع من أكتوبر توفي أبي أليس كذلك؟ فاتح لم يمت مرة واحدة أليس كذلك؟ على الوسادة أبكي أناجي رب الخلق " يا رب الفرج"
من المستحيل أن ننسى فقط سيكون علينا أن نتناسى، لأن كل عزيز يغادرنا يأخذ جزء منا معه اٍلى أن يبقى القليل الذي لا معنى له ونحاول الصمود به اٍلى أن تصل ساعتنا ونغادر لأننا مجرد ضيوف ثقلاء الظل.

موت فوري أو مؤجل!
قدرنا أن نعيش هذه الحياة بكل ما فيها ولا يهم اٍذ أننا لا نستطيع استرجاعه، يكفي أننا نذكر تعاليمه، كم سنصمد، لا نعلم وسيظل هناك شيئا يفوقنا شيئا يمتصنا ويوّلد في دواخلنا الرغبة في اقتراب تلك الساعة لكن ما يجهله الكثير منا هو قدر سبق وأن كتب لنا.

المصباح يضيء وينطفئ كل ما أدريه أننا في بعض الأحيان نفضل أن نعيش الذكرى أينما كانت وكيفما كانت طمعا في أن تكون سببا في اٍستمرارنا حتى لو كانت سببا في اٍختلالنا.
لا شيء يمكن أن يمحى، لتمت الأشياء أولا في ذاكرتنا لنتأكد من وفاتها الحقيقي، لتسقط من قلوبنا فلا معنى لها أبدا.

الذكريات!
شيء يبقينا على قيد الحياة، ابتسامة ودمعة تكفي لكيلا نفقدها.
محاصرة بين القلم والورقة بين الحروف أخاف أن أنطق ليسمع صوتي ويتهمني الصمت بالخيانة لم أعد أريد الصمود بعد الآن، أريد أن أنهار، أريد أن أبكي، أن أختفي، لن أكتب شيئا بعد الآن كيف لاٍبنة فقدت والدها أن تكون عادية.

-هل ستكون مشوهة داخليا؟
ها هي الكلمات تتزاحم لكنها لا تمطر ليس لأني لا أريد بل لأنني لا أستطيع، ينمو الصمت بداخلي، أغلقت موطن الكتمان بالغياب .... لكنني كفلسطين أدمى أبكي أصرخ لكني لا أسقط.

أرهقني عبء المشاعر وسبق أن تمنيت الجنون، تمنيت فقدان الذاكرة وفي الأخير تمنيت الموت .... أنتظر لكن لا أحد يأتي لا أدري اٍن كان اٍنكساري تفاهة وقت، أريد البقاء والرحيل معا، أريد الغياب والحضور معا، كما أنني أريد أشياء كثيرة أعلم أنني لن أحصل عليها ..... وتمضي الأيام ببطء تحملني الذاكرة وأتعثر عند سقوط المطر.

من حين الى آخر تمطر السماء...أعد أوراق الاٍنتظار، أهو المطر فعلا؟ ربما هو مختلف اليوم، أسمع صوتا في قلب الصمت، أنه صوت وقع المطر. وحيدة أقف في الساحة غريبة أحاول النظر اٍلى نفسي، صدى القلب يقول أنا هنا ووقوع المطر اليوم مختلف، لا لم يعد شيئا كما كان حتى لو أردت ذلك بشدة، حتى لو رأيت وجوها لا أعرفها لكن معرفتها أفضل من رؤية وجوه لطالما كانت سببا في اٍنكساري، فهل سقوط المطر هوو أجمل بداية؟ غادرت وأنا لا أحمل لهم شيئا لا من الحب، و لا من الكره، أحمل حقيبة أوراق وها أنا ذا أعود وأحمل لهم في قلبي كتاب.

سبق لي أن مشيت في طريق الجنازة، خيل اٍليّ حينها أن الطريق لا تنتهي لكن عندما بلغت العشرين أيقنت أنها بدأت من جديد، أول مرة ٍباٍسم أبي والثانية ستكون باٍسمي. كم أحتاج من الوقت لكي أعرف أنه يجب الخروج من عزلتي، أعيش بين جدران غرفة مستشفى باردة مع دقات قلب متسارعة تميتني ولا تحييني وروح يتيمة.
فجأة اٍنطفأ الضوء وطغت عليّ الدموع لتأتي أمي بمنديلها وتمسحها لقد ظهر الاٍنكسار في وجهي مرة أخرى يعبر ويقول عني: اختنق يا امي.
كان يمكن أن أقول لها شيئا لكنني اكتفيت بالاٍختناق فلا وقت لي لأودعها، يكون قد حان وقت اللحاق بأبي

كيف ألملم ذاتي؟ وأعود اٍلى نفسي.
كيف أجدني؟ أسد أذناي لكيلا أسمعني
ذلك الصوت داخلي يقول: اصرخي
أن أنظر اٍلى نفسي في المرآة وألمس روحي، لم أعد أريد أن أنتظر
ألقى التحية وأمضي .... نعم أمضي، ألا أهتم بمن حولي، ألا اهتم بغيري، أن أنسى كل شيء وأعود لأغني بصوتي وأرقص بضفيرتي، أن أركض باتجاهك أبي وأنا أصرخ باٍسمك لم أعد أنتظر لقد أدركت أن الألم لن يرحل اٍلاّ إذا .... لا.... لست خائفة.
فوق سطح المستشفى أحمل نفسي وأنظر اٍلى سماء داكنة اللون أبحث عني، أنتظر هذا اليوم منذ وفاة أبي. اليوم ليس علي أن أقول شيئا وأفضل ألا اشعر باٍي شيء.

كل ما أعرفه أن الأفكار تفكك جسدي خيل اٍليّ أنني الكتاب الذي لم أنهيه قراءة، أركض لكن الطريق لا تنتهي.. غريب .... أن بدايتي ونهايتي هي خط هذا الطريق.

رحيلي الأول كان بإرادتي لأنه لم يكن رحيلا بقدر ما كان مجرد عذر للهروب، بحثت كثيرا عن ذلك المكان الذي يستطيع أن يتحملني ويخفي أسراري لكني لم أجده لا في كلماتي ولا في أي شيء آخر واٍنتهى بحثي عن المجهول اليوم عندما صعدت سلالم المستشفى، عندما أحسست أن ألم جسدي لا يضاهي ذلك الألم أيسر صدري فأنا لن أكون مجبورة على اٍخفائه بعد الآن، صفنت في السماء أكلمني أميل ولا تحملني رجلاي اٍلى أن يغمى عليّ ثم حدث شيء، عندما فتحت عيناي أراهم أمامي، انكسرت تماما.. لا أعرف اٍن كان حقيقة لكن خيل اٍليّ أنني أراهما أبي أمي. أريد أن أمضي وأمي لا تعلم أن هذا رحيلي الأخير، كنت خائفة حقا ألا أراها لآخر مرة...لأول مرة أرى في عيناي الحب، أرى الشوق رغم ذلك تسعدني رؤيتهما مجددا بدت لي أنها تمطر لأول مرة رغم كل شيء أحس انني لن أعالج ألمي فقط سأتركه يرحل معي، مددت جسدي تحت المطر باستسلام، مددت يدي للرحيل وأنا لا أدري اٍن كنت سأستيقظ بعد نومي هذا أو لا..


التعليقات

  1. كل الدعم واصل . تواصل معي لتطوير المدونة الاكترونية . .

    RépondreSupprimer
  2. رائعة �� موفقة ان شاء الله مزيد من التألق والنجاح ❤️❤️❤️

    RépondreSupprimer

جميع الحقوق محفوظه © أقلام

تصميم Noro Soldat