خاطرة تحت عنوان:
للخيبة حكمة بقلم المبدعة ذيب فلة.
الخيبة عند العاديين غصة، تتلاشى بين أحضان الزمن.
أما عند العميقين فهي كتبُ ومجلدات شعر و ألف خاطرة.
نَزل من قطار الحزن مكلَّلا بالدموع، اتجه يسارا ومضى وحيدا.
اشترى زهور زنبق أبيض يقدمه لنفسه و يواسي انكسار مهجته.
فالاعتياد نصف الحب، والتعلق نصفه الآخر، لا بد أن يعيش دونهم.
مادام قد خُلق بدونهم، هي فلسفة الحياة لابد للثقة أن تُداس ولابد.
للتفاؤل أن ينتظر سنوات على ذاك المقعد الصدئ في تلك الزاوية.
القريبة من قطار الحياة، أو انتظاره في أسفل أدراج الزمن؟؟
بعد أمل وأمد لا بد أن يكف عن الانتظار، و يتعلم كيف لا يُرضع.
حنينه الجائع، يمضي دون سابق انذار، يتغيرُ فجرَ يوم لا يُشكل فارقا في أيامهم، بينما له فذاك يوم سعادته، يوقف تسكعهم في دمه.
يتعلم كيف يُخرِصُ صرخات الشوق، كيف يُكففكف دموع العشق.
كيف يلبسُ سترة النسيان لينجو من بحر كاذب سبقَ وأن استنزفته أمواجه.
قد تذوق لسعات الخيبة، فلن يُهزم ولن يرضخ رغم الحنين الذي به يترصد.
ينزع أيديهم من جيب عمره فقد سرقوا منه سنوات والكثير من المشاعر.
الآن هو حر خارج أقفاص تفاهاتهم، صلب دونهم يبتسم بقوة تسرقُ سعادته من الحياة.
قد بدأ ينسى أو بالأحرى قد نسيَهم حينما امتلأت أفكاره بخطى تداعب النجاح.
نسيهم عندما توقف عن رؤيتهم في كل ما يُشاهد.
نسيهم عندما لم يتعمَّد مراقبتهم، عندما أطال السجود دون أن يتذكر ذكرهم.
قد شُفيَ منهم ذات فجر لم يجد غصتهم في عُقرِ أضلعه.
قد ربح عندما اعتبروه بيدقا فجعلهم يخسرون ملِكا.
أن يُغادرهم فذاك ليس بأسا، إنما احتراما لذاته المهشمة بقربهم البعيد.
لمرورهم الجارح في حياته حكمة قد بلغته ثم هم ذهبوا.
لا تنتهي الحياة بمغادرتهم، إنما تبدأ بعد أن أغلقوا الباب وراءهم.
فأشرقت الحياة بهجة من ثقوب النوافذ خلفنا بدَّدَت عتمتهم وأضاءت دربنا.
ذيب فُلَّة من أم البواقي
24سنة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire