محكمة الحب
وقفت يوما مضى في محكمة
أنا وقلبي مختصمان
رفعت عليه قضية
أتهمه الخيانة والعصيان
كان عقلي فيها قاضيا
والزمن أتيت به كشاهد عيان
جلس القاضي حائرا
فدموعي أحرقت الأجفان
قال يابلقيس تكلمي
لنفصل الأمر إن كان بالإمكان
وخاطبي قلبك الذي
قررت طرده من الكيان
قلت لا تيأس يا قلبي فقد تعودت
منذ زمن ألم الخذلان
تحملت جرحا عميقا مضى
فلماذا تعجز عن التحمل الآن؟
قال قلبي يا بلقيس اغفري
فإني ما تمكنت أبدا من النسيان
وإن الجرح الذي أهديتني
ما تكفل بشفائه الزمان
ومع هذا يا بلقيس فإنك
ما اكتفيت وأهديتني جرحا ثان
فكيف تريدين مني صبرا ؟
وقد بالغت قسوة الامتحان؟
قال عقلي يا امرأة كفاك
فأنت مجرد إنسان
وإني من قضيتكما أعلن
انسحابي فكلاكما سيان
الأولى بالغت في عاطفة
والثاني أطاعها كالتابع الجبان
هي فقدت السيطرة على
الثاني. فكانا في الحياة كالعميان
وما أرهقني في الأمر وأحزنني
سوى دمع تلك العينان
قلت يا عقل لا تحتر
فالأمر أهون مما كان
وقراري الذي اتخذته
أن أجعل قلبي قلبان
الأول يتكفل بحب وعشق
والثاني يضخ الدم في الشريان
الأول قررت اليوم إعدامه
والثاني يعود لمكانه في الوجدان
وبهذا سأتخلص من كل دفىء
وكل عاطفة مصيرها النسيان
وانتهت المحكمة بقراري هذا
وسمحت لقلبي أن تلفه الأكفان
ومات قلبي الذي عذبني
وما انتهت مع ذلك الأحزان.
بقلم: إكرام علاق
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire