ذكرى المطر
عاد المطر...يا حبيبتي
بعد غياب طويل....
ليحيي أملا ...كان من المستحيل...
و يفاجئني على الكأس العاشرة...
قبل أن تذوب الشمعة الأخيرة ..
وتنتحر السيجارة الأخيرة..والدقائق الأخيرة ..
عاد ليذكرني..
حين غزلتك بأبجدية الحروف..
واعتليت عرش الكلمات..
وسكنت بين السطور والفواصل..قبل أن تعرفيني
ومارست سحرك ..دون أن تستشريني..
عاد المطر ..ياحبيبتي..
ليبعثر صمتي..في الغرفة الباردة
ويدفعني إلى ممارسة طقوس الحزن..ورسم طلاسم الوحدة..
في جوف الليل الساكن..
وانت لم تعودي...
لم يعد الخمر بعد الكأس العاشرة ..يسكرني
كما يفعل عطرك الممزوج بالمطر ..
وكما تفعل ذكراك حين تترنم على ربوع غرفتي.،
ولم تعد السجارة ولا الشمعة ،،الأخيرة
ولا الصمت ولا السكون يشغلني..
حين يرتمي طيفك بين أحضاني..
ويدفعني للكتابة...
على دفاتر الأشواق ..
وتكونين أنت بين الإصبعين كالأميرة..
تكتبين كيفما تشائين..
عاد ليذكرني بجنونك حين تنطلقين في الطرقات..
وترمين كل هموم الحياة ورائك
وتتسكعين تحت المطر دون مبالاة....
وتعانقينه بكل حرارة...
عاد ليذكرني..كيف كنت تقفين أمام النافذة..
تراقبين انتحاره في الأزقة والشوارع...
وكيف كنت تكتبين اسمك متبوعا بإسمي. .
على زجاج النافذة...ثم كالمجنونة تمسحينه..
وكيف كنت أرسمك أجمل وردة... من دون ألوان...
وأتغنى بحبك بأجمل الألحان...
وكيف كنت أحبك حتى الجنون..
وكيف كنت أجعل من عبراتك ابتسامة مشرقة...
ومن خجلك وردة جورية..
عاد المطر ..
ليذكرني بغيابك..الطويل
عاد يا حبيبتي..وانت لم تعودي...
بقلم: الأستاذ سركاستي مراد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire