آخر الأخبار
... جاري التحميل

في حوار مع الكاتب ابن عبد السلام وجديده المعنون ب -عروس القلم- و -صراخ الوجود- الذي سيكون حاضراً في سيلا 2017

0
في اصرار وعزيمة على التغيير، وفي رغبة منه لرفع راية الأدب الجزائري عاليا، الكاتب الجزائري ابن عبد السلام الطموح للدخول عالم الأدب من أوسع أبوابه يثري رصيد الأدب الجزائري بمؤلفين لم نجد منئى من محاورته لنتعرف أكثر عليه من جهة وعلى ما أجادت به أنامله من جهة أخرى. من هذا المنبر ارتأت مجلة أقلام الإلكترونية أن تسدل الستار عن هذا الكاتب الجزائري الذي اتخذ كغيره من الكتاب الجدد العاشقين للحرف والكلمة دار نشر المثقف لترى ابداعاته من خلال واجهتها المحفزة على الابداع . 

  الكاتب عبد القادر عبد السلام:
كاتب جزائري من مواليد 31 ماي 1988 بولاية الشلف- بمستوى جامعي من رواد المدرسة العصامية . بدأت رحلة الكاتب ابن عبد السلام مع الكتابة منذ سنة 2013. يقول: لم أمارس هذه الموهبة منذ الصغر ولم أكنت أحلم مثلا بأن أصبح يوما أديبا أو روائيا, وإنما الطفرة حصلت يوم كنت أطالع كثيرا الكتب الدينية من أجل التفقه لا غير, وبعد ذلك قلت في نفسي أنه لابد لهذا العلم من حفظ للقرآن الكريم والأحاديث النبوية أن يرى النور, فمن هنا عملت جاهدا لأصل إلى هذا المبتغى فحفظت القرآن إلا سورة النساء و ألفا حديثٍ نبوي و كثير من أشعار العرب المتنوعة, ومن ثم طفقت الأفكار تطيش في رأسي و ما هذا إلا لأنّ القراءة كثيرا تزيد و تنشط من اللاوعي فقرأت ذات يوم نصيحة من نصائح أحد أساتذة التنمية البشرية يقول فيها بأنه على الإنسان أن يدوّن على ورقة خاصة كل ما مرّ عليه من غم أو هم أو أي فكرة أتته, وبعد ذلك بدأت أكتب الجملة و الجملتان إلى أن اكتشفت أني حقا أمتلك موهبة الكتابة فشرعت من يومها في صقل هذه الموهبة من خلال الممارسة الكثيرة للكتابة و التزوّد بأكثر قدر ممكن من ثروة لغوية.... وأمّا عن حكاية القلم وممسكه فلا أخفيك أن كلتا الحالين أكون رديفهما, فأحيانا أشعر وكأن ثمّة سلطان نفسي يجرّني إلى هذه الأقلام وتارة أخرى أكون فيها أنا من أجرّ نفسي إليها في كامل قواي العقلية إليها . بالنسبة للحافز تربى ابن عبد السلام في جو عائلي وبيئة عادية فليس من أحدٍ في العائلة من ممارس لهذه الكتابة, ولكنه قضاء كان قد قدر من الله تعالى, وليست الحياة بمشاكلها من أجبرتني فمنذ صغري وأنا أعاني ولكن لم تخطر ببالي فكرة الكتابة, على أنّي كنت أستيقن منذ الطفولة أنّه يوما ما سيكون لي شأن في هذه الحياة وهذا أمر حدسي كنت أشعر به منذ الصبا. أستمدّ وحي الكتابة من الحياة الشخصية وأيضا من الحياة الإجتماعية, وذلك على حسب الفن الذي أود الكتابة فيه . 

عن علاقته بقراءه يقول:
يوم شرعت في كتابة أول كتاب لي يومها لم يوجد في قاموسي كلمة "قرّاء" و ماذاك إلا لأني كاتب مبتدئ, فكلمة "قرّاء" يسألون عنها أصحاب الخبرة في هذا الأدب, وفي حقيقة الأمر كلمة "قرّاء" تعني كل شيء...فلولاهم لما وجدنا هذا التنافس بين الأدباء والروائيين, غير أنّ القرّاء يختلفون من دولة إلى دولة, ومن فئة إلى فئة, ومن فن إلى فن, وأحيانا يبقى الكاتب حائرا فيما يخص أسلوبه الذي به يكتب, وإنما أقصد بالأسلوب اللفظي والتركيبي هل ينزل الكاتب من نفسه منزلة قرّاء هذا العصر أم يكتب بمستواه هو ككاتب متمكن, وهذا الذي أعني به هنا إنما عنيت بالكاتب البارع والأديب الأريب ....وأمّا فيما يخص الدّافع الذي يأتي من جهة القرّاء فلحد الآن ليس هناك دافع ولا حافز, وإنما قررت أن أكتب لأني آمنت بفكرة أني أكتب وكفى.
مجلةأقلام:من هو قدوة عبد السلام من الكتاب و الروائيين, ومن يستلهم منهم ابداعته ربما؟ أو بعبارة أخرى لمن يقرأ عبد السلان الكاتب؟ عندما طرح عليه هذا الأخير كان رده كالآتي:
إنّ كلمة "قدوة" هي كلمة كبيرة لها قدرها الخاص, ولكن من يريد أن يبدع فلاسبيل له إليه إلا الكفر بكلمة "قدوة"...وأمّا لمن أقرأ من الأدباء والروائيين فأنا أقرأ للإنسانية جمعاء مسلما كان أو كافرا, عاقلا أو مجنونا, هذا من جهة وأما من جهة الأدب خاصّة فإني أقرأ لصادق الرافعي والمنفلوطي والجاحظ وكل ما يتعلق بهذه اللغة العربية والأدب العربي, غير أني أميل كثيرا لمصطفى صادق الرافعي رحمه الله الذي أعتبره أحسن كاتب وأديب عربي إلى نهاية التاريخ الإنساني, وأما الروائيين فلست أقرأها لأني أميل إلى كتب الفكر والعلم . ابن عبد السلام وعن أول مولود له "عروس القلم" يحدثنا: "عروس القلم" هو أول مولود لي من حيث النشر لا من حيث الكتابة, لأن أول كتاب لي كان رواية "صراخ الوجود" التي سترى النور متأخرة عن عروس القلم الذي هو من فن أدب الرسائل أو الترسل وهو فن جميل له مكانته بين الفنون الأدبية, وهو في الحقيقة الكاملة كنت قد وعدت فتاة بأن أكتب لها كتابا يلخص ما دار بيننا, وقد وفيت بالوعد وها هو اليوم قد خرج. فهو أول تجربة لي ولا أخفيك كم كنت فرحا به لأنه أول علامة من علامات نجاح الكاتب, وهي تجربة ناجحة قد فتحت لي الكثير من منابع الإيمان بموهبتي...
 مجلة أقلام:صراخ الوجود رواية ستقدم على نشرها قريبا عن منشورات المثقف ممكن فكرة بسيطة عن الرواية و لمذا يختار عبد السلام المثقف لثاني مرة حتى تكون وجهته للنشر دون غيرها ؟ 
نعم هذه الرواية هي أول ما خطته أناملي, وهي رواية تحدث عن شاب مصاب بمرض طيف التوحد إلتقاه أحد الكتاب ليسرد له حياته العامة من أجل وضعها في كتاب ...وأما عن اختياري للمرة الثانية "دار المثقف" فهذا لأنّي وجدت المنزلَ منزلا واسعا ورائحته كلها عطر وعبير وندى, هنا يا أختي الفاضلة نتحدث عن احترافية المؤسسات وإنسانية المعاملة, و بالمناسبة أحيي وأشكر الأستاذة "سميرة منصوري" رئيسة منشورات المثقف على استقبالها ودعمها للكتاب الشباب, ولو كان في الجزائر الكثير من أمثالها لحدثت ثورة أدبية جزائرية لن يشهدها التاريخ مرة أخرى, ولكنه التكبّر ومن يكون, والإحتقار وانظر إلى حالك. وأشكر أيضا صاحب فرع العاصمة الروائي والناشر إدريس خليفة على احترافيته العالمية في التعامل مع الكتاب....إنهم أناس رائعون...أناس يستحقون الحياة.  

 عن واقع النشر في الجزائر وحسب رأيه و اغفال الجهات المختصة  عن دعم الكتاب الشباب يصرح:
نعم يا أختي الفاضلة هذا واقع وحقيقة, ومن دون دعم مالي فلربما سيصل الكاتب إلى أن يستسلم وييأس من أحلامه وطموحاته وهنا نتحدث عن الكاتب الجديد و بداياته, و أرجو أن تعتني وزارة الثقافة بهذا الطرح العائق و يا حبذا لو كان في كل ولاية مكتب ثقافي يقدم الدعم المالي على الأقل من أجل دفع مبالغ مولوده الأدبي الأول, نقول على الأقل نعم...و أظنكم تعلمون أن الدولة اليوم ما عادت تهتم إلا بما يعود عليها نفعا بالمال و تطوير الإقتصاد عامة فأمّا أن تهتم بمن يكتب ويقرأ " قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" فهي اليوم لا تهتم إلا بالتكنولوجيا والإقتصاد العام ....و أما عن الحل فيما يخص هذا فهو أن تتحد دور النشر في مساءلة وزراة الثقافة من خلال دعم الورق وأمور أخرى تعرفها دور النشر, غير أنه هناك جبابرة صاروا يتحكمون في هذا الفن ولا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية . بالنسبة للولوج لعالم النشر يصف الكاتب ابن عبد السلام تجربته مع النشر الورقي مع المثقف بالرائعة ليصرح: البداية كانت جميلة خاصة مع طاقم منشورات المثقف و الشيء الوحيد الذي آسف عليه هو أني لم أنسخ كثيرا لحد الآن من كتابي الأول, أما عن البداية فكانت جد رائعة و بالمناسبة أشكر أختي كثيرا التي تقدم لي الدعم المالي .
 ينظر ابن عبد السلام لجل دور النشر الجزائرية في مقارنة مع دور النشر في الدول العربية يصرح: 
 لن أحدثك عن دور النشر العربية الأخرى لأنه لا علم لي بها و عن أسعارها, و لكن أحدثك عن دور النشر الجزائرية و لست أنا أولهم إن رحت أنتقدهم وأهجوهم فهناك الكثير من الغير تجرّعوا الإحتقار من مافيا النشر, ولست أدري كيف سيكون حالنا وإبداعاتنا لولا أن عثرنا على منشورات المثقف.... و سأبقى أعيد عليك أنه لو كانت كل دور النشر في الجزائر كدار المثقف لتسيدت الجزائر كل المحافل الأدبية ولحدثت أكبر ثورة أدبية جزائرية ولكن ولكن... ربما يعود هذا إلى أنه هناك دعم خفي يقدم لهذه الدور سواء كان دعما من الدولة أو من الخواص, أو ربما يعود هذا الى تدحرج الإقتصاد الجزائري فأدّى هذا إلى ارتفاع سعر الورق, وأما أن نقول دور نشر تجارية فالكاتب اليوم كذلك أصبحت كلماته تجارية بكيف لا بدار النشر فهذا من حقها مادامت لا تتلقى ولا دعما من أي طرف كان .
عن واقع الانتقاد غير الموضوعي الذي يتعرض له الكتاب حاليا من قراء لا يهمهم سوى الانتقاد وحسب يقول:
 هناك الكثير من الإنتقادات ما تكون صحيحة و هذا بسبب تدهور حال لغة الكتاب في هذا العصر, ولكن أن توجه الإنتقادات بتلك الطريقة فهنا يكمن الخطأ, فأنا أعلم أن الكثير من كتاب اليوم ناقصون جدا من الناحية اللغوية والتراكيب البيانية , ولكن لا يعني هذا أن ننتقصهم ونرميهم بسهام اليأس, وإنما يليق بنا أن ننصحهم مثلا بأن نرشدهم إلى أخطائهم و نصحهم بقراءة كتب معينة, ولكن بطريقة أدبية إنسانية تحب الخير والنجاح لغيرها مثلما تحبهما لنفسها هي ...أما فيما يخصني من هذه الإنتقادات فليس بعد لحد الآن و سأعمل جاهدا لغلق هذا الباب.
 في مقارنة بين النشرين الورقي والإلكتروني ومن هما هو الخيار الأفضل بالنسبة للكاتب التي اثقلت كاهله المبالغ الخيالية التي تطلبها دور النشر يصرح:
هذا على حسب ما يراه الكاتب مناسبا له و لمشواره الأدبي , ولكني أرى أن يصبر و أن يسعى جاهدا من أجل جمع تكاليف طبع كتابه الأول, و مهما كان في النشر الإلكتروني من فائدة لفقراء المال فإن النشر الورقي هو الأساس وبذرة نجاح الكاتب . وفي هذا الصدد وربما حتى يدعم الكاتب نفسه بنفسه فلابد للكاتب اليوم وفي هذا العصر بالذات أن يستخدم كل الوسائل الإعلامية لتسويق كتبه والتشهير بإسمه, وربما لا تكفي مواقع التواصل الإجتماعي فينبغي ألا يعتمد كليّة على دار النشر والتوزيع, وهنا يكمن تعب الكاتب يجد نفسه في حفرتين لابد منهما هل يتفرّغ للكتابة والإبداع أم لتوزيع كتبه وتسويقها , حقيقة مشكلة, وهذا كله يخص فقط الكاتب المبتدئ فالكاتب صاحب الشهرة العالية لا يحتاج إلى مثل التعب في التسويق والتوزيع .
 يعتمد الكاتب عبد السلام للتطوير من مردوده الابداعي والمعلوماتي على كثرة القراءة المتنوعة وكذلك الحفظ لأجل كسب ثروة لغوية جديدة تفاديا لتكرارر الممل, ولكن أكبر إبداع ينتجه الكاتب ربما يكون من أكبر بؤس يعيشه ومعاناة يعانيها . لحد الآن وبلا ريب أنا راضٍ كلّ الرضا عمّا كتبته يقول, وفرح لأني نلت ثواب تعبي واجتهادي كيف لا وقد كتبت ثلاثة كتب في ثلاث سنين فالكتاب الثالث سيكون عما قريب إن شاء الله عند دار المثقف وهو من فن النثر وليس رواية نعم, وأمّا عما قدمته للساحة الأدبية فأنا لحد الساعة كاتب جديد و لكني أعد نفسي وكل محبي الأدب النظيف بأني سأقدّم للمكتبة الجزائرية آثارا من الأدب يُفتخر به مثلما يفتخرون في مصر بالمنفلوطي والرافعي..إن شاء الله . أخيرا وكنصيحة أقدمها لكل كاتب مبتدأ وما عساي أنصح بغير الإجتهاد والعمل على تطوير الموهبة, وهذه الموهبة مثلها مثل موهبة كرة القدم فهناك الكثير من اللاعبين ولكن القليل منهم من سيصبح نجما مشهورا, لذلك لا يحبطنّك كثرة الكتاب والروائيين, فمن أراده الله لأن يكون كاتبا عظيما بلا ريب سيسخر له كل الأسباب من أجل هذا النجاح, وربما أغلى نصيحة هي الإبتعاد عن السب والطعن في الشريعة الإسلامية والإستهزاء بها من أجل نيل الشهرة وكذا وكذا بحجة حرية التعبير, فليس هذا من حرية التعبير ولكن من حرية التبعير .أشكرك أختنا والسلام .
 ابن عبد السلام الكاتب وحواره في مجلة أقلام الإلكترونية 
حاورته: حميدة شنوفي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

جميع الحقوق محفوظه © أقلام

تصميم Noro Soldat