نصف مواطن محترم لهاني نقشبندي
انه مواطن بسيط يعيش في وطن تحكمه نخبة دائمة الاجتماع في محفل .. اين تناقش فيه جميع القضايا المهمة و تتخذ القرارات للمحافظة على ذلك الوطن .. وطن حتى الجدران فيه لها آذان .. ان الجميع مراقب .. فويل من يتجرأ على الاساءة للوطن و ولو بكلمة بسيطة .. انه وطن لا تسمع فيه كلمة " لا " فهي محرمة من طرف زعيم الوطن نفسه .
.
انه مواطن يحب زوجته حبا جما .. انه لا يشاهد في هاته الحياة شيء اغلى منها .. همه الوحيد ان تشفى من مرضها حتى وان فقد كل ما يملك .. فمن اجلها قال تلك الكلمة المحظورة " لا " امام الملأ .. انه على استعداد كي يتحدى الجميع من اجلها نعم من اجلها هي وفقط .
.
انه مواطن من اجل مساعدة زوجته يجلس لساعات امام " غسالته المعطوبة " لأجل اصلاحها .. فهو لا يريد ان يشاهد زوجته و قد انهكها التعب في غسل الثياب .
.
انه المواطن الذي تم اعتقاله بأمر من مسؤول الامن شخصيا .. تم عقد اجتماع للنخبة الحاكمة خصيصا لمناقشة السلاح الخطير الذي كان بحوزته .. السلاح الذي يخطط لتشغيله .. " الغسالة المعطوبة ؟؟ " .
هنا توقفت متأملا ؟؟ .. لماذا اختار الكاتب سبب دخوله السجن " غسالة معطلة " بأمر من مسؤول الامن شخصيا ؟؟ .. ستشاهد الامر ان الكاتب هنا جعلها رمز لغباء النخبة الحاكمة التي لم تستطع التفريق بين غسالة و سلاح حرب خطير ... لكن ستكتشف لاحقا ان السبب كان شيء اخر تمام .. وهذا ما اعجبني اكثر فالكاتب لا يترك لك ابدا فرصة لتتوقع قصده حتى يحين الوقت المناسب ..
.
انه مواطن زج به في السجن بتهمة لم يفهمها اصلا .. و هو في زنزانته لم يفكر في شيء سوى زوجته هل عملت العملية .. هل شفيت .. ماذا حل بها .. انه يتخيل صورتها صوتها كل شيء له علاقة به و كأنها معه ..انها المصدر الذي ينسيه كل معاناته ..
.
انه المواطن الذي بضغطة زر من زعيم الوطن اصبح عميل و محرك الايادي الخارجية في وطنه .. لقد احرقت صوره و منزله و كل شيء له علاقة به ....
.
انه المواطن الذي اصبح بعدها " الرجل رقم 1 بعد الزعيم " لقد استطاع احد الاعضاء المقربين للزعيم ان يقنعه بان يجعل هذا المواطن ضمن النخبة الحاكمة .. و بضغطة زر اخرى اصبحت الجماهير تصفه بالبطل .. و الهدف من هاته الخطوة لكي يشعر الشارع انهم حقا يشاركون في الحكم بممثل منهم .. و في نفس الوقت يعرفون الشارع من خلاله فهو الذي عاش بينهم ..
.
انه المواطن الذي اصبح جالس في المجلس الاعلى يناقش قضايا الامة .. وهذا بفضل ذلك العضو الموقر الذي ساعده كثيرا ..
.
انه المواطن الذي اصبح هدفه ان يتقرب اكثر من الزعيم .. لقد نسى مساعدة ذلك العضو .. لقد نسى البسطاء من الناس .. أتعرفون لقد نسى حتى زوجته .. فهمه الوحيد هو ان يصبح الرجل الثاني بعد الزعيم .. لقد تخلى عن كل مبادئه لدرجة انه اصبح يلوم الشعب لا النخبة الحاكمة .. الشعب هو الذي لا يستحق هاته النخبة و ليس العكس .
.
انه المواطن الذي اكتشف اخيرا من يحرك الشارع ضد الزعيم .. لقد جعل الزعيم حقا يشك في من حوله .. من المقربين منه .. و عندما وجد الدليل القاطع ....... انقلبت عليه اللعبة .. ان اعضاء المحفل لم يكونوا بتلك السذاجة كما اعتقد .. ان من اتى به الى اعلى هرم في البلاد لا يمكن ان يتلاعب به شخص غير مبادئه من اجل شهوة الحكم و السلطة .
.
انه المواطن الذي تم استخراج له شهادة وفاة حقيقية دون ان يصيبه موت .. انه المواطن الذي تذكر زوجته في النهاية .. لكن بعد ماذا ؟؟ بعد ان اصبح ميت " حي " .... فهل حقا يستحق ان نطلق على هذا المواطن " نصف مواطن محترم ... " .. اعتقد انه جزء صغير من مواطن غير محترم ^^ .
..
هذا كل ما كتبته وانا اقرأ كتاب " كتاب " نصف مواطن محترم .... لهاني نقشبندي " "
.
بقلم �#الجـــــــندي�
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire