آخر الأخبار
... جاري التحميل

يا أخ العمر يا رفيقي خاطرة بقلم إكرام علاق

0


يا أخ العمر يا رفيقي
ناديتك من فوق الدرج أن انتظر
لكنك هربت مسرعا وقلت وأنت تختصر
: دعيني أختاه ألحق بذات الشعر العطر
دفعتني أرضا وهربت مسرعا
وإلى شقرائك انحنيت متضرعا
لم تسأل كيف خرجت البيت في وقت متأخر
ولا ما أبكاني وأنا صاحبة القلب المتحجر
ترتكني خلفك وسط بركة دماء ودموع
وسط الحيرة.اليأس.الألم والخضوع
لا أدر لماذا وقفت منتظرة الرجوع
ولم أصدق قلبي حين تحدث عن الموضوع
غابت الشمس وغاب بريقها
وأطل علي القمر الباسم والنجم المتبختر
انطفأت الحرارة وزال لهيبها
وحلت برودة جو العاشق المتحضر
وأنا؟ أنا مازلت خيالك أنتظر
مضى الليل بطوله ..وأنا مازلت الغابة أجول
لا أدر كيف اتصلت بك حينها...وهاتفك دوما مشغول

حل الصباح بنوره وتلاشى الظلام.
وأتى الرجل بطوله يغشاه الهيام.
مر علي متجاهلا وما ألقى السلام.
خاطبته ممازحة أن رد علي يا زعيم اللئام.
نظر إلي بعد أن أرغم ثغره على الابتسام.
وقال لي يا أخية العمر مالي قدرة على الكلام.
ومضى في الرواق ماشيا محتقرا كل الأنام.
في عينيه نظرة حزن وفي قلبه ألف اهتمام.
أدركت وأيقنت أخي أن داء قلبك هو الغرام.

أيا أخ العمر أخبرني كيف انتقل إليك الداء ؟
داء مر بقلبي وما وجدت له الدواء.
داء لم أخبرك بوجوده طيلة هذه السنين.
لم أخبرك يوما كيف اشتعل قلبي بالحنين.
ولا كيف أمضيت الليالي أبلل بالدموع الوسائد.
وكيف أن قلبي أعد مع عقلي المكائد.
وددت لو غرست يدي بجسمي واستخرجت قلبي من بين الضلوع.
وددت لو أني كويت عشقي وحبي بلهيب الشموع.
قصتي حدثت قبل فترة طويلة من الزمن.
لكن يبقى الجرح ويبقى الألم ويندثر الأمل.
مات الحب في قلبي يا رفيقي.
هذا ما قلته للناس دون خجل.
مات قلبي ودفنته يا صديقي.
وادعيت أنه ليس بالأمر الجلل.
لكن الحقيقة عكس ما كنت أقول.
تمنيت حبا في قلبي يسرح ويمرح ويجول.
لماذا أتمنى الآن مالايمكنه أبدا الحصول؟
نظرت في عينيك وأدركت الأمور.
لا داعي لتخفي شيئا عني ٱنا.
فما أحس به اتجاهك غير معقول.
ركضت مسرعة نحوك وأنت تسير.
نحو حبك وشغفك أن تقاسمك نفس المصير.
شعرها الذهبي يتطاير نعومة مع الرياح.
وجهها الدائري وثغرها المبتسم وقلبها المرتاح.
وجسمها الرشيق الناعم وبراءة الأطفال.
فعلا أخ العمر ورفيقي أجدت الاختيار.
فمن أنا حتى أنافس سيدة الحسن والجمال؟
من أين لي أن أغير اتخاذك للقرار؟
نزفت دما من عيني وترجيتك الانتظار.
لكنك ما التفت إلي وعاملتني كهوامش الأفكار.
اركض يا أخي ولا تتمهل. فخليلة قلبك تعاني الانهيار
حين كسر ظفرها.فاذهب ولا تبق أبدا محتار.
ودعني كعادتك ملقاة على الأرض أجفف الدموع.
حملت جسمي متثاقلة أحاول إنكار الموضوع.
لكن كل الأدلة ضدك فعلا أحببت بخشوع.
خرجت خلفك كعادتي متناسية الصدمات .
غطيت جسمي برداء سترا للكدمات.
ورغم أنك تسعى جاهدا للكتمان.
إلا أنني قرأت عينيك وتجاهلت الكلام.
رأيتها بثوب الثلج بين يديك.
ورأيت دموع الفرح لأول مرة نازلة من عينيك.
ثغرك ابتسم لأول مرة ابتسامة حقيقية.
ورأيت بأم عيني نهايتي المأساوية .
رأيت قبلة على رأسها تطبع من شفتيك.
وما رأيتني باكية وأنظر إليك.
هنيئا لك أخي هذا الزواج السعيد.
وهنيئا لي المشاهدة من مكان بعيد.
وعدنا وعاد الموكب من جديد.
إلى الدرج نفسه الذي ناديتك فيه وتركتني وحيدة.
عدنا.وعدت من أجل البداية الجديدة.
حملتها بذراعيك والتفت نحو الإخوان.
وما أدركت أنك بيديك خطت لي الأكفان.
نزلت الدرج مبتسما تحملها بين يديك.
هذه عروسك الليلة ستمضيها بين ذراعيك.
وأنا أختك التي أحبتك سرا منذ زمان.
أنا التي ركضت خلفك دوما في هذا المكان.
اليوم وبعد أن رأيتها ورأيت عينيك.
فهمت أنه ومهما حصل لن أعود إليك.
سأرمي بجسمي من هذا المكان.
وأنتظر موتا لطالما كان راحة للإنسان.
هنيئا....هنيئا لك أخي الزواج السعيد.
وهنيئا لي هذا الجرح العميق من جديد.
سيحملونني كما حملتها بين ذراعيك.
لكنني سأذهب لقبري...وهي ستأتي بدورها إليك
. . . . . النهاية

بقلم: إكرام علاق 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

جميع الحقوق محفوظه © أقلام

تصميم Noro Soldat