آخر الأخبار
... جاري التحميل

أطلق سراحي أيّها الشيطان رسالة بقلم مرزوقي أماني

0




أطلق سراحي أيّها الشيطان.
بين جدران تلك الزنزانة...كنت أتخبط ليلا ونهارا أطلب فيها التحرر من قيود الماضي...صرخت بشدة حتى انقطعت أحبالي الصوتية...قاومت سلاسل القيد حتى تقطعت أطراف جسدي لتصبح طعاما للجردان والديدان.
مضت سنوات وأنا بين الجدران أعاني...أبحث عن مخرج يحررني من سجن الامي وأحزاني...يكفيني هواجسا وكوابيس ليلية...أصبحت أخشى النوم خوفا من أفلام الرعب...أريد أن أرى النور يشرق في حياتي من جديد..ويرسم الابتسامة على وجهي كل صباح...لقد اشتقت لايام كنت فيها بحجم حبة قمح..كنت أركض بين الحقول والسعادة بادية على وجهي...وأتمنى في كل دقيقة أن تطول تلك البهجة طيلة حياتي...لم أكن أعلم أن قفص موتي ينتظرني فاتحا أحضانه..كنت بريئة لا أعرف المعاناة...فابتسامة أمي لي جعلتني أصدق أنها على سعادة تامة...لكنها كانت تخفي لي عيوب الحياة من وراء الستار...كانت تشفق علي وتبعدني عنه مرارا وتكرار...حتى لا أنصدم بتلك المشاهد العبيسة المقشعرة للأبدان..اني ألومك يا أماه واسفة على قولي هذا...ليتك رفعت الستار وتركتني أرى المكشوف...أتعرف على الواقع الأليم ومانعيشه نحن البشر...من قسوة وعذاب وألم وحزن وظلم...كل هذا لم أعرفه في حياتي..حتى أبي حين كان يهجرني ويبعدني عنه..كنت تقولين أنه مضغوط في العمل ولا يحب التكلم حتى مع أقرب الناس اليه...لماذا يا أمي فعلت بي هذا؟...لماذا لم تقولي لي بأن أبي كان يضربك بشذة؟....حين كنت أسئلك مابال جسدك أزرقا كزرقة السماء...كنت تجيبنني أنني مريضة وسأشفى عن قريب..لماذا لم تخبريني بحقيقة أبي؟...أنه كان يعاملك بشدة ويجرحك بأقوال تجعل نبض قلبك يتباطئ وأنفاسك تتقطع حزنا...لكن مانفع تذكر ذكريات الماضي وأنا أعيش أحداثه الأن..سجنت في قفص وأنا بعمر الزهور والريحان...لا أدري مامعنى أن أكون زوجة وأما لعائشة ودحمان..كل يوم تهب عاصفة من الصراخ..وغيوم تمطر نيرانا أحرقت قلبي وجعلته كومة من الرماد...لم اتخيل نفسي يوما أنني سأقابل الشيطان...يرغمني على العمل ويجعلني عبدة تحت سيطرته..أنفاسي تتقطع وجسدي الهزيل يطلب النجدة..قال يكفيني كل يوم أتلقى مئة جلدة...لم يتبقى لي شيء أمقته في هذه الحياة...أصبحت في كل دقيقة أنتظر الموت يفاجئني بزيارته..لأتخلص من دقات قلب كانت كالسيف القاطع الذي يشق كياني..أين أنت يا أمي؟تعالي وأنقذيني من هذا الجحيم...ابنتك بريئة وأعتقلت في سجن تهمتها الوحيدة أنها فتاة قاصر..ذهبت الى قفص الزوجية مصفدة بتقاليد الجهل والفقر...لتقابل شيطان لم يعاملها يوما كزوجة له...الأن فهمت يا أمي لماذا كنت لا تريدين مني أن أرى ما يتواجد خلف ذلك الستار؟ ولماذا كان أبي يعاملك بالجهامة والشراسة؟ ولم يعاملك يوما بالدماثة والليونة....الأن فهمت خوفك علي وأنك كنت مجبرة رغما عنك ارتعابا من كلمة طلاق....لكن سأتحرر من ذلك الأسر...يكفيني أني عشت في قبر وأنا على قيد الحياة أواجه مصيري بين تلك الضربات القاسية والأقوال الجارحة....يكفيني شربا لدماء الظلم والعذاب...فالذي عشته لا أريد لأطفالي مشاهدته والدخول في عالم السواد........فأطلق سراحي أيها الشيطان؟؟؟؟؟
بقلم: مرزوقي أماني

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

جميع الحقوق محفوظه © أقلام

تصميم Noro Soldat